في أحزاب وأوراد
السيد الغوث الكبير الرفاعي
رضي الله تعالى عنه ونفعنا والمسلمين بعلومه
الفصل الرابع
في الرياضات
المشروط في هذه الطريقة العليه وهي تسعة أربعة منها للمريد السالك بعد دخوله في مرتبة الشاوشية وخمسة بعد دخوله في مرتبة النقابة وذلك أن المريد إذا تلقن كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله وداوم على الاشتغال بهذا الذكر الشريف مع مراعاة الشروط وهي الحضور وفهم المعنى وطرد الخواطر عن القلب وخلع الأكوان والانفراد إلى الرحمن والتخلي عما سواه تعالى وطهارة الثوب والبدن والوضوء الجديد واستقبال القبلة وتغميض العينين والجلوس في مكان خالٍ وخفض الصوت بحيث يسمع صوت نفسه . والتخلص من واردات الرياء والوقوع في بحر الإخلاص ومن الشروط أيضا استمداد الهمة من شيخه فبل الذكر وربط قلبه به لان الذكر محل الفيوضات الرحمانيه فإذا استفاض المريد بتلك الحضرة مدد الفيوضات من قلب شيخه بالتصور المعنوي يحصل له الفيض الحقيقي . ويسري سر شيخه فيه . ويلحق بسلسلة الطريقة المباركة . وأما وقت الذكر فيخرج عن النظر إلى الشيخ والى غيره . ولا يعلق قبله إلا بالله . فإذا كملت حلاوة كلمة التوحيد في قلبه . وعلم المرشد قرار قويا في قلبه . ورأى منه الإخلاص في العمل ولمع نور سريرته على وجهه . وأثمرت شجرة عمله خدمة وزهدا وورعاً ومحبة لشيخه فهنالك يأمره بالذكر الشريف بعدد مربوط في الأوقات الخمسة بعد كل صلاة اقله ألف مرة بقاعدة الذكر الشريف من غير عجلة . ولا تضييع معنى ولا غيبة قلب فمتى سار التوحيد في قلبه . واشرق قلبه بنور الذكر وأثمر ذلك النور فكرا وخشية . وربط قلبه بحبل الصدق . فحينئذ ينقله المرشد من ذكر النفي والإثبات إلى ذكر الأحد وهو اسم الذات ( الله ) بالشروط المتقدمة ويلاحظ فيه مع كل مرة من قوله الله لا إله إلا هو . وان يكون الذكر بفتح الألف الأولى وتشيد اللامين والمد بين اللامين والهاء وتسكين الهاء وقطع الهاء في كل مرة والابتداء باللفظة الثانية . وتعريف هذا الذكر أن يأخذ الألف الأولى من الروح من تحت ثديه الأيمن وان يجري مد اللامين كالحبل إلى القلب الصنوبري . ومحله تحت الثدي الأيسر فيسكن الهاء في القلب الصنوبري ومحله تحت الثدي الأيسر فيسكن الهاء في القلب ومتى قر سر ذلك الاسم الشريف في روحه وقلبه وظهر نوره عليه فهناك يأمره المرشد بالذكر الشريف بالعدد المربوط كما تقدم .اقله بعد كل صلاة الفين وخمسماية مرة .بالشروط المتقدمة ويكون ذلك الاشتغال برهة زمانية اقلها ثلاثة اشهر فإذا أنجبل الذكر الشريف بقلبه وظهر نوره علي وجهة وتخرج بينابيع حلاوته القدسية تقدم لمرتبة الشاويشية بمقتضى هذه الطريقة العليه الرفاعية فيشتغل بخدمة الفقراء ويبقى على قرار ذلك الذكر الشريف فهنالك يعامله المرشد بالرياضات الأربع المربوط للسالك بعد دخوله برتبه الشاوشية الأولى ثلاثة أيام والابتداء يوم الأحد الثانية ثلاثة أيام . والابتداء يوم الاثنين الثالثة أربعة أيام . والابتداء يوم الثلاثاء الرابعة خمسة أيام والابتداء يوم الأربعاء والفاصل بين كل رياضة عشرة أيام . ونهار الحادي عشر يدخل في الأخرى وهكذا إلى الختام وشرط الأكل في هؤلاء الرياضات صباحا ومساء ما يسد الرمق من الخبز والملح والسعتر والزيت ونحو ذلك وأن يكون المتريض محجوبا عن الناس في محل طاهر لا يدخل عليه أحد ولا يدخل على أحد وإذا خرج لقضاء حاجة فليخرج تحت ستر من غير انحراف إلى طريق آخر ويشتغل بالذكر الأجمل وهو يا رحمن وهو الذكر المربوط للرياضة الأولى واقله بعد كل صلاة ثلاثة الاف مرة مع مراعاة الأداب المتقدمة وأداء السنن والرواتب كاملة بالقواعد التامة المطلوبة في الصلاة من تحسين الوضوء وحضور القلب في الصلاة والخوف والخشوع وان يتهجد في الليل باثنتي عشرة ركعة واقل التهجد أربع ركعات وبعد كل ركعتين من السنة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وبعد كل فريضة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين مرة ويختم بالفاتحة والذكر المربوط للرياضة (( الثانية )) بعد كل صلاة يا رحيم واقله اربع الاف مرة والذكر المربوط للرياضة . ((الثالثة)) بعد كل صلاة يا وهاب اقله خمسة الاف والذكر المربوط للرياضة ((الرابعة)) يا قدوس بعد كل صلاة اقله ستة الاف مرة وبعد خروجه من الرياضات الأربع يأمره المرشد بذكر التعظيم وهو ذو الجلال والإكرام في كل يوم آلف مرة ويبقى على هذه الحالة ألى أن تصدر للمرشد إشارة في شأنه فحينئذ يجعله المرشد نقيبا ويعامله بالرياضيات الخمسة المربوطة للسالك بعد دخوله في مرتبة النقابة الأولى أربعة أيام والابتداء يوم الخميس والثانية خمسة أيام والابتداء يوم الجمعة بعد الصلاة والثالثة ستة أيام والابتداء يوم السبت الرابعة سبعة أيام والابتداء يوم الأحد الخامسة ثمانية أيام والابتداء يوم الاثنين والطعام المعين للسالك في هذه الرياضات الخمسة خبز الشعير والملح والزيت والسعتر بحسب الطاقة من القلة صباحا ومساء بقدر واحد . والأسماء التي تقرأ في هذه الرياضات هي في الأولى يا حق أربعة آلاف وفي الثانية يا حنان خمسة الاف وفي الثالثة يا حليم ستة الاف وفي الرابعة يا حي سبعة الاف وفي الخامسة يا حافظ ثمانية الاف وهذا العد المذكور بعد كل صلاة كما تقدم من المحافظة على أداء الفرائض والسنن والوضوء على أكمل سنن والفرصة بين كل رياضة والدخول في أختها خمسة أيام فإذا أتم السالك حد الرياضات يأمره المرشد بذكر الاستغاثة وهو سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في كل يوم بعد كل صلاة خمسماية مرة ويبقى على هذه الحالة إلى أن تصدر للشيخ إشارة بتقريب هذا السالك فعند ذلك يأمره بخلوة التهذيب وهي الخلوة المربوطة للخليفة كما يأتي
====================================
شكرا لسيدي و شيخي عبدالله سعيد ادامك الله