العشاب مراقب
عدد المساهمات : 247 نقاط : 416 تاريخ التسجيل : 20/12/2009
| موضوع: انتقام الجبار الأربعاء مارس 10, 2010 7:56 am | |
|
| توفي زوجها وترك لها 7 أولاد ، فترك أكبرهم دراسته لكي يعول والدته وأخوته وعمل في حانوت أبيه ... وبعد ثلاث سنوات دعي الولد الكبير إلى الخدمة الإلزامية فبرزت عند ذلك مشكلة أخرى وهي : من ينفق على هذه العائلة ، هل يضحي الابن الثاني بالدراسة كما ضحى أخوه ...
كان هناك حلاً واحداً فقط لإعفاء الأخ الأكبر من الخدمة الإلزامية ، وهو دفع البدل النقدي ، واجتمعت العائلة واستقر رأيهم على رهن البيت الذي يسكنون فيه ، وبالفعل رهن البيت بأربع مائة دينار ، وبعد إجراء عملية الرهن انطلقت الأم العجوز إلى محطة تجمع سيارات الأجرة لكي تسافر إلى المدينة التي تبعد عنهم بأكثر من مائتان وأربعون كيلو متراً لدفع البدل النقدي عن ولدها
ـ قبل انقضاء مدته بيوم واحد ـ وعند المحطة لم يكن هناك مسافرون كثيرون وانتظرت الأم و انتظرت قرابة الساعة ، فلم يأت أحد وأشرفت الشمس على الغروب ، فكان لابد لها أن تستأجر سيارة خاصة لتوصيلها قبل أن ينتهي مدة سداد البدل ، واستأجرت السيارة ثم انطلقت بها بعد أن قبض السائق أجرته كاملة
وكانت الطريق بين المدينتين تمر بين جبال ووديان وبعد ابتعاد السيارة عن المناطق المأهولة ، واقترابها من المناطق الخالية ، تحدث سائق السيارة مع العجوز ... ولعله سألها عن سر استعجالها في ذلك ، فقصت عليه قصة بيع البيت وقصة دفع البدل النقدي عن ولدها ، فلعب الشيطان بعقل الرجل وبعد قليل أوقف السيارة على الجانب الأيمن بقرب واد سحيق ..
فنزل وفتح الباب على المرأة وسحبها من السيارة سحباً ، ولم تستطع المسكينة أن تقاوم ، وأخرج المجرم سكيناً وأوسعها طعناً وأخذ ما معها من مال ، وسقطت المرأة متضرجة بدمائها وهي تئن وتنزف الدماء غزيرة ، وليس بقربها مخلوق في هذا المكان الموحش المنقطع ، وركب الرجل سيارته ووصل إلى المدينة وعاد محملاً بالركاب
وعندما اقترب من مسرح جريمته أوقف سيارته وادعى أنه سيقضي حاجته ، ولم يكن الركاب يعلمون ما اقترفت يداه .. لقد أراد المجرم أن يتأكد من موت العجوز لأنه تركها وهي تئن وتعالج السكرات …
ونظر الرجل إلى ضحيته فوجدها ما زالت تئن وهي على قيد الحياة لم تمت بعد ، وإذا بالظالم ينحني ويأخذ حجراً عظيماً ويرفعه إلى أعلى صائحاً أيتها الملعونة ألا زلت على قيد الحياة حتى الآن … وجمدت المرأة … وكأنها تنظر إلى أجلها
وفي تلك اللحظة انطلقت من السائق صرخة مدوية هزت الوادي … فقد كان تحت الصخرة ثعبان عظيم لدغ هذا المجرم قبل أن يجهز على هذه المسكينة ، ونزل الركاب من السيارة على هذه الصرخة المدوية … فإذا بهم يشاهدون السائق جثة هامدة ، وامرأة تئن وتتمتم بكلام غير مفهوم …
فحملوا السائق والمرأة وجاءت الشرطة وحملت المرأة إلى المستشفى وبين تأوهاتها طلبت ولدها ثم راحت في غيبوبة طويلة … فظن الممرضون أنها تعاني من سكرات الموت … وفي اليوم التالي أفاقت المرأة من غيبوبتها .. وحققت الشرطة في الأمر وأخذوا الأموال من المجرم وأعادوها للمرأة ثم قالت لولدها وهي في شبه غيبوبة ، ادفع البدل سريعاً …
وأغمضت عينيها وذهبت في غيبوبة أخرى … ولكنها لم تمت .. ويوماً بعد يوم تحسنت حالتها الصحية والمادية وفرج الله عنها … وها هو راوي القصة اللواء الركن " محمود شيت خطاب " يذهب إلى دارها الجديدة العامرة ويسألها… ما الذي كنت تقولينه وأنت ملقاة في الوادي ؟
فترد العجوز المؤمنة كنت أقول :" يا جبار السماوات والأرض أنت أعلم بحالي فهيئ لي بقدرتك القادرة أسباب دفع البدل النقدي عن ولدي ليعود إلى أهله ويعيلهم … يا رب ".
يا لها من مناجاة … يا لها من تضحية … لم تفكر في غزارة الدم الذي يسيل منها ولم تفكر أنها لربما ترحل عن الدنيا بعد ثوان معدودة ولكنها فكرت في كيفية إعالة أولادها … وبعد المناجاة جاء الفرج من رب الأرض والسماوات ] أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء [سورة النمل الآية "62" إنه الله جل جلاله
|
| |
|
ابن الطيبين مراقب
عدد المساهمات : 105 نقاط : 174 تاريخ التسجيل : 31/01/2010 العمر : 27 الموقع : ملتقى الاحباب المحمدية
| موضوع: رد: انتقام الجبار الأربعاء مارس 10, 2010 11:04 am | |
| | |
|
ابن هاشم المشرف العام
عدد المساهمات : 228 نقاط : 475 تاريخ التسجيل : 18/12/2009
| موضوع: رد: انتقام الجبار الخميس مارس 11, 2010 2:50 am | |
| سلمت الايادي على الموضوع الرائع تحياتي لك | |
|